علي بن الشاه الفارسي: كان السبب الذي من أجله وضع بيدبا الفيلسوف الهندي لدبشليم ملك الهند كتاب كليلة ودمنة أن الإسكندر ذا القرنين الرومي لما انتصر على الملوك الذين كانوا بناحية المغرب سار يريد ملوك المشرق من فرس وغيرهم. فلم يزل يحارب من نازعه ويواقع من واقعه ويسالم من وادعه من ملوك الفرس وهم الطبقة الأولى حتى ظهر عليهم وقهر من ناوأه وتغلب على من عاداه فتفرّقوا طرائق، وتمزقوا خرائق، فتوجه نحو بلاد الصين فبدأ بملك الهند ليدعوه إلى طاعته والدخول في ملته وولايته. وكان على الهند في ذلك الزمان ملك ذو سطوة وبأس ومنعة ومراس يقال له فُورَك. فلما بلغه إقبال ذي القرنين نحوه تأهب في التألب عليه، وجمع له العدة في أسرع مدة من الفيلة المفرزة للحروب، والسباع المضرّاة للوثوب مع الخيل المسوّمة، والرماح المقوّمة، والسيوف القواطع، والحراب اللوامع.
فلما قرب ذو القرنين من فورك الهندي وبلغه ما قد أعدّ له من الخيل، التي كأنها قطع الليل، مما لم يلقه بمثله أحد ممن كان يقصده من الملوك الذي كانوا في الأقاليم تخوّف من تقصير يقع به إن عجّل المبارزة.
فلما قرب ذو القرنين من فورك الهندي وبلغه ما قد أعدّ له من الخيل، التي كأنها قطع الليل، مما لم يلقه بمثله أحد ممن كان يقصده من الملوك الذي كانوا في الأقاليم تخوّف من تقصير يقع به إن عجّل المبارزة.